على بعد خطوات من منطقة «وادى الملوك» بمركز التل الكبير محافظة الإسماعيلية، داخل مساحات شاسعة من أشجار التين الشوكى، انحنى أحمد منجود، مزارع خمسينى، مرتديا قفازات بالية لم تحمه من أشواك الثمرة الصحراوية، يقطف حبات التين الشوكى يضعها داخل الأجولة البلاستيكية.
على بعد خطوات من منطقة «وادى الملوك» بمركز التل الكبير محافظة الإسماعيلية، داخل مساحات شاسعة من أشجار التين الشوكى، انحنى أحمد منجود، مزارع خمسينى، مرتديا قفازات بالية لم تحمه من أشواك الثمرة الصحراوية، يقطف حبات التين الشوكى يضعها داخل الأجولة البلاستيكية.
«منجود» يخرج من منزله بعد أذان الفجر، يقضى ٧ ساعات متواصلة، تحت أشعة الشمس الحارقة فى شهر يوليو من كل عام، يرتدى شيكارة من البلاستيك لحماية جسده الضئيل من شوك الشجر، يتسابق لحصد ثمار التين الشوكى وسداد نفقات أسرته الكبيرة.
«يختلف جمع التين الشوكى عن حصاد أى محصول آخر، لأن الثمرة تحتوى على أشواك تؤلم المزارع الذى يقوم بالجمع».. بهذه الكلمات تحدث «منجود» إلى «المصرى اليوم». وقال: «تحتوى شجرة التين الشوكى على أشواك أكثر حدة، تتسبب فى إصابة العمال بجروح عميقة، ولكننا اعتدنا عليها وننتظر هذا الموسم كل عام فهو فرحة لنا وتصل يوميتنا لـ١٢٠ جنيها».
وداخل مزرعة أحمد جابر، يصل سعر ثمرة التين الشوكى ما بين جنيه ونصف إلى جنيهين حسب حجم الثمرة، فيما يصل ثمنها على العربيات ما بين ٤ إلى ٨ جنيهات حسب المنطقة.
«جابر»، قال لـ«المصرى اليوم»: «شجر التين الشوكى ليس له عمر محدد، فهو يتكاثر باستمرار، فعندما تسقط لوحة من الصبار على الأرض فإنها تتحول إلى شجرة مثمرة، ومن أجل الحصول على ثمار جيدة يجب الالتزام بتوفير عدة عوامل، منها اختيار الموقع المناسب، مروراً بشروط الإضاءة والحرارة، حتى إعداد التربة والتسميد والرى المناسب، ومن ثم مرحلة الحصاد».
وتابع: «التين الشوكى نوع من أنواع الصبار الصحراوى، يحتاج لقدر كبير من ضوء الشمس لينمو ويزدهر، ومن الأفضل أن يبقى فى الضوء المباشر، لأن النباتات الصبارية بطبيعتها يمكنها تحمل درجات الحرارة العالية وتنمو بشكل سليم بها».
وحول إنتاجية الفدان الواحد من التين الشوكى، أشار محمود زهران، مهندس زراعى، إلى أن الكمية تصل لنحو ٨ أطنان، وتصل قيمتها لـ ٨٠ ألف جنيه، ويبدأ موسم الحصاد منتصف يونيو، وتسمى مرحلة «البشاير»، ويطرح الفدان خلالها من ٥٠ لـ٧٠ قفصا يوميًا، ثم يزداد الإنتاج يوميًا بشكل تدريجى حتى يصل لذروته، ويطرح الفدان من ١٠٠٠ إلى ٢٠٠٠ قفص يوميًا.
وأمام عربته الخشبية، وقف محمد رأفت، حاملا فى يده سكينًا حادة ويلتقط ثمرات التين الشوكى ويُغلفها داخل علبة من البلاستيك، على ناصية أحد النوادى الشهيرة بمدينة نصر، يصل سعر الواحدة لـ٨ جنيهات، وسعر الطبق ١٠٠ جنيه يضم ١٢ ثمرة.