هل تتراجع مصر عن مركزها الأول عالميًا؟.. خسائر الزيتون تصل لـ80%

هل تتراجع مصر عن مركزها الأول عالميًا؟.. خسائر الزيتون تصل لـ80%


تسبّبت التقلبات المناخية لعام 2021 في خسائر كبيرة للعديد من زراعات المحصايل والخضر والفاكهة، ظهر تأثيرها سريعاً في الأسواق بارتفاع أسعار المانجو بنسبة زادت على 50%، نفس الأمر ينطبق على زراعات أخرى وبنسبة أعلى، يأتي على رأس قائمتها محصول الزيتون، الذي يُعد واحداً من السلع الزراعية التي شهدت مؤخراً طفرة في الإنتاج وزيادة في المساحة، وكان الأكثر ربحاً في القطاع الزراعي، واحتلت مصر المركز الأول في إنتاجه العام الماضي 2020 متخطية إسبانيا بإنتاجية بلغت 690 ألفًا.


صبحي ليلة: خسائر الزيتون قد تصل إلى 80% هذا العام بسبب التقلبات المناخية

يقول المهندس صبحي ليلة، استشاري زراعة الزيتون، إنَّ ما حدث من تقلب مناخي خلال فصل الشتاء هذا العام أثر بشكل كبير على فسيولوجية الشجرة نفسها، حيث تحتاج إلى درجة برودة عالية خلال موسم الشتاء لم تحدث هذا العام، وهو ما تسبّب في خسائر تصل إلى 80% في أغلب المزارع المنتشرة في مصر، متوقعاً ارتفاع سعره إلى أرقام قياسية هذا العام.


يضيف أنَّ شجرة الزيتون ليست كغيرها من الأشجار إذ إنَّها تُعد الأكثر حساسية للتقلبات المناخية، وما حدث هذا العام كان أكبر من أن تتحمله فسيولوجياً، فنتيجة للدفء الذي تكرر في فصل الشتاء حدث عقد مبكر للشجرة تبعه انخفاض في درجة الحرارة تسبّب في تساقط الزهرة ومن ثم حدث ضعف شديد في الإنتاج، موصياً بالعمل منذ بداية هذا العام على رفع كفاءة الشجرة فسيولوجياً للتأقلم مع تقلبات العام المقبل والأعوام القادمة.


علاء السنطاوي: التوقع المبكر بالمناخ يقي آثاره السلبية

من جهته، يقول المهندس علاء السنطاوي، الاستشاري الزراعي، إنَّ التقلبات المناخية كانت حادة هذا العام ولأن أشجار الزيتون هي الأكثر حساسية، فإن خسائرها هي الأكبر بين أشجار الفاكهة الصيفية، مؤكّداً أنَّ الخسائر أيضًا موجودة بنسب مختلفة في المانجو والعنب والتفاح والبرتقال واليوسفي.


وتابع أنَّ الخسائر التي تعرّض لها المزارعون هذا العام 2021 كبيرة وتحديداً في الزيتون والمانجو، لذلك فإن أسعارهما سوف تنعكس على المستهلك بشكل كبير، مطالباً بضرورة الاهتمام بالتوقع المبكر بالتغيرات المناخية، لتلافي آثارها السلبية، والعمل على دعم ذلك حتى يمكن التأقلم معه زراعياً باعتبار أن الزراعة هي الأكثر تأثراً بالمناخ من غيرها من القطاعات.


مصر تحتل المركز الأول عالمياً في إنتاج الزيتون عام 2020

ولقي الزيتون مؤخراً اهتماماً كبيراً من قبَل المعنيين بالزراعة، واحتلت مصر العام 2020 المركز الأول عالميًا في إنتاج زيتون المائدة، وفقًا لتقرير المجلس الدولي للزيتون حول الإنتاج العالمي لزيتون المائدة.


وتخطت مصر دولة إسبانيا في إنتاج الزيتون العام الماضي بمحصول بلغ 690 ألف طن عام 2020، مقارنة بـ497 ألف طن في العام الماضي 2020، بعد تراجع إسبانيا إلى المركز الثاني بـ500 ألف طن، وذلك بانخفاض 16% عن 580 ألف طن تمّ إنتاجها في الموسم الأسبق.


محمد فهيم: نحتاج إلى دراسة الجدوى المناخية الشاملة

يقول الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن المناخ في مصر أصبح متغيراً بوتيرة أسرع من المتوقع كما أن سيادة مناخات «محلية» شديدة التباين أمر غريب ولم يكن في الحسبان حينما شرع المزارعون في إنشاء مزارع الزيتون.


وأوضح أنَّ الزيتون هو الشجرة الوحيدة التي لها دورات نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة، وهي دورة نمو ربيعية وصيفية وخريفية وسكون ظاهري شتوي واستيفاء برودة وكسر طور السكون وبداية موسم نمو وانبثاق براعم زهرية خضرية زهرية وتلقيح وإخصاب وعقد، ورغم أنَّه من أشجار المناطق شبه الجافة ظاهرياً، إلا أنَّ مقتله في المناخ وليس التغذية أو أي عامل آخر.


وتابع أنَّ موسم الزيتون يشبه الذي كان في 2018 وتسبّب في خسائر كبيرة، فلم تكن ساعات البرودة كافية تبعها ربيع حار بموجات مفاجئة منتصف مارس 2021، مما ضرب موسم اكتمال التزهير وبداية العقد في مقتل وبالتالي أصبح المناخ وتقلباته هو المسيطر على إنتاج الموسم، قائلاً إنَّ ما يجب أن يحدث هذا العام وبفترة كافية أن يتمّ التوقع بما سيحدث من مناخ والمعروف «بالجدوى المناخية الشاملة» وهي تُعنى بدراسة التاريخ المناخي للمنطقة وحساب قيمة المؤشرات المناخية.

المشاركة على منصات التواصل: