لجأ مزارعون بالعديد من القرى على مستوى الجمهورية إلى استخدام «قش الأرز» بشكل استثمارى بدلًا من حرقه، وذلك من خلال تجميع القش واستخدامه إمّا كعلف للمواشى، أو كبسه بواسطة معدات خاصة بهدف تخزين البطاطس، أو الاستفادة منه فى صناعة الأخشاب.
لجأ مزارعون بالعديد من القرى على مستوى الجمهورية إلى استخدام «قش الأرز» بشكل استثمارى بدلًا من حرقه، وذلك من خلال تجميع القش واستخدامه إمّا كعلف للمواشى، أو كبسه بواسطة معدات خاصة بهدف تخزين البطاطس، أو الاستفادة منه فى صناعة الأخشاب.
فى محافظة الدقهلية، قالت رانيا إبراهيم، مسؤول المخلفات الزراعية بمديرية الزراعة، إنه تم عقد عدة ندوات إرشادية مكثفة للمزارعين حول خطورة حرق قش الأرز، بهدف تعريفهم بالطرق البديلة الآمنة للجمع، والفوائد الاقتصادية لاستخدامه فى مجالات أخرى، منوهة بفتح 194 موقعًا بجميع المراكز لاستقبال القش من المزارعين، إذ يبلغ إجمالى الكمية الناتجة على مستوى المحافظة 600 ألف طن من القش.
وأشار عادل الخبيرى، مزارع، إلى أن العديد من الفلاحين لجؤوا إلى استخدام قش الأرز كعلف للحيوانات والماشية وسماد طبيعى للأرض الزراعية، بالإضافة إلى أنه يتم فى الوقت الحالى الاستفادة من قش الأرز فى صنع علف غنى بالبروتينات التى تحتاجها الماشية، وذلك عن طريق جمعه وفرمه وتقطيعه باستخدام «الدَّرَّاسة»، وبعدها يتم كبسه بالمكبس.
وأضاف أن بعض المزارعين يلجأون إلى تخزين «القش» واستخدامه على مدار العام كـ«علف للمواشى» أو «سماد طبيعى للأرض» بعد إضافة مكونات أخرى لتعويضها عما فقدته، كما أن معظمهم يستفيد أيضًا من بيعه لأصحاب المزارع الحيوانية والدواجن، مقابل ربح يصل إلى 2000 جنيه للفدان الواحد، فضلًا عن توفير فرص عمل للشباب.
وأوضح الدكتور مجدى الحصرى، مدير فرع جهاز شؤون البيئة بمحافظة الشرقية، أنه يتم تكثيف الجهود لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة؛ إذ تمت معاينة 150 موقعًا لتجميع المخلفات الزراعية، وبدأ العمل فى 110 مواقع حتى الوقت الحالى، مع تجميع نحو 90 ألف طن من قش الأرز، فضلًا عن توفير 25 معدة زراعية من وزارة البيئة يتم تأجيرها للمتعهدين بسعر رمزى دعمًا لهم.
وأكد المهندس سمير راشد، مدير إدارة المتابعة بمديرية الزراعة بالشرقية، أن قش الأرز لم يعد من المخلفات الزراعية التى يتم حرقها للتخلص منها؛ بل أصبح يدخل فى مجموعة واسعة من الاستخدامات التى تمثل إضافة حقيقية للزراعة والصناعة معًا، إذ يتم فرمه ومعالجته كيميائيًا بإضافة مواد مثل اليوريا أو الأمونيا، ما يؤدى إلى رفع قيمته الغذائية بشكل كبير، ويجعله مصدرًا بديلًا للعلف التقليدى، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة.
وأوضح المهندس هانى صلاح، أخصائى التدوير بإدارة الإرشاد الزراعى بالشرقية، أن قش الأرز يستخدم على نطاق واسع فى تصنيع الأسمدة العضوية، إذ يدخل فى إنتاج «الكمبوست» بعد مزجه بمواد عضوية أخرى وتركه لفترة زمنية محددة ليختمر ويتحول إلى سماد غنى بالعناصر المغذية للتربة، لافتًا إلى أن هذا الاستخدام لا يقتصر على كونه صديقًا للبيئة، بل يقلل أيضًا من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، ويُحسّن خواص التربة الزراعية، لا سيما فى الأراضى التى تعانى من الإجهاد والتدهور.
وفى محافظة القليوبية، قال أيمن حسنى، أحد المزارعين: «المئات من الفلاحين يلجأون إلى زراعة الأرز لاستخدام القش فى حفظ وتخزين محصول البطاطس، خاصة أن القليوبية من المحافظات التى تشتهر بزراعة البطاطس، كما أن بعض المزارعين يقومون بشراء القش من المحافظات المشهورة بزراعة الأرز، إذ وصل سعر البالة التى تزن نحو 20 كيلوجرامًا إلى 100 جنيه».
فى سياق متصل، أكد حازم الأشمونى، محافظ الشرقية، أنه تم رفع درجة الاستعداد بالمحافظة خلال موسم حصاد الأرز، لمواجهة ظاهرة حرق قش الأرز، والاتجاه لتنفيذ منظومة التخلص الآمن والتعامل السليم مع المخلفات الزراعية، مشيرا إلى ضرورة التنسيق بين رؤساء المراكز والمدن والأحياء، وجهاز شؤون البيئة، وإدارة شؤون البيئة بالديوان العام، ومديرية الزراعة لتوعية المواطنين بخطورة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، وتخصيص أماكن تجميع المخلفات الزراعية بعيدة عن الطرق الرئيسية والكتلة السكنية، وتوعية المزارعين بنقل المخلفات إلى تلك الأماكن وعدم حرقها.
وناشد المحافظ جموع المزارعين بعدم الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية سواء قش الأرز، أو حطب الذرة، والاستفادة منها.