انطلق موسم جنى محصول القطن فى قرى القليوبية وسط فرحة من المواطنين والمزارعين، حيث وصف الأهالى المحصول بأنه «وش الخير عليهم وعلى أبنائهم كل عام».
انطلق موسم جنى محصول القطن فى قرى القليوبية وسط فرحة من المواطنين والمزارعين، حيث وصف الأهالى المحصول بأنه «وش الخير عليهم وعلى أبنائهم كل عام».
أكد مزارعون أن محصول القطن بدأ يلفت النظر إليه مرة أخرى بعد ارتفاع سعر القنطار إلى أكثر من ١٢ ألف جنيه، وتتركز زراعة هذا المحصول الاستراتيجى فى بعض قرى طوخ وكفر شكر وبنها وقليوب.
وقال أحمد عبداللطيف «مزارع»: «محصول القطن كنا نعتمد عليه قديمًا فى زواج أبنائنا وبناتنا، وكان بمثابة حصالة ندخر فيها أموالنا، وفى آخر العام نفتحها لنأخذ ما ادخرناه لكى ننفقه، والقطن يتميز بأن سعره يأتى كاملًا، لكن بعد إلغاء الدورة الزراعية والتحويض، وبعدما أصبح كل فلاح يزرع ما يشاء من المحاصيل، ضاع محصول القطن ونسيه الفلاح، وأصبح يلجأ إلى محاصيل أخرى، مثل البطاطس والجزر وغيرهما».
ولفت محمد جعفر «مزارع»، إن «زراعة محصول القطن مفيدة للغاية للأرض الزراعية، لأنه يعمل على تفتيح التربة للشمس والهواء، إذ إنه يُترك فترة طويلة فى الأرض قبل الجنى»، مضيفًا أن «القطن يعتمد عليه فى سداد بعض الديون التى يتم جلبها من البنك الزراعى وأيضا لزواج البنات».
وأجرى أيمن عطية، محافظ القليوبية، صباح أمس، جولة ميدانية بحقول القطن بمدينة كفر شكر لمتابعة أعمال حصاد محصول «الذهب الأبيض»، والوقوف على التحديات التى تواجه المزارعين.
وأكد المحافظ أن القليوبية تشهد موسمًا استثنائيًا بفضل ملاءمة الظروف البيئية والجهود البحثية المبذولة، مشددًا على الأهمية الاستراتيجية للقطن المصرى باعتباره منتجًا عالميًا فريدًا، مشيرًا إلى أن هذا الموسم يعكس ثمرة جهد المزارعين من خلال جودة وارتفاع إنتاجية الفدان، والمتوقع أن تتراوح بين ٩ و١١ قنطارًا، وهو ما يدعم مكانة القطن المصرى فى الأسواق العالمية. وأضاف أن القطن لا يقتصر دوره على كونه خامة أساسية للصناعات النسيجية والتصدير، بل يساهم أيضًا فى تحسين خواص التربة الزراعية.
أوضح المحافظ أن الدولة حرصت على ضمان أعلى عائد للمزارع عبر منظومة البيع بالمزاد العلنى، مؤكدًا أن السعر الذى وصل إليه القنطار ١٢ ألف جنيه يعد مؤشرًا قويًا على التزام الدولة بدعم المزارعين وتحقيق ربحية عادلة تغطى تكاليف الإنتاج وتزيد عليها، مما يطمئن الفلاح بأن تسويق محصوله مضمون وبأفضل الأسعار.
من جانبه، قال محمد عبدالرحمن، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إن مديرية الزراعة كثفت جهودها الإرشادية لتطبيق أفضل الممارسات الزراعية والالتزام بمواعيد الحصاد، بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية لتطبيق أحدث التقنيات وتحسين الأصناف. وأضاف أن صنف «جيزة ٩٧» أثبت كفاءته الإنتاجية على مساحة ٤٢.٦ فدان هذا العام، مشددًا على أهمية الحفاظ على نظافة القطن وطول تيلته لضمان أعلى درجات التقييم فى مراكز التجميع وتسهيل عملية نقله إلى المزاد.
وأضاف محمود صبحى، مدير الإرشاد الزراعى بالقليوبية، إن المساحة المنزرعة هذا العام فى القليوبية تبلغ ما يقرب من ٤٢ ألف فدان، تتركز فى بنها وطوخ وقليوب وكفر شكر، وتكثر زراعة محصول القطن فى قرى مركز طوخ بقريتى نامول وقرقشندة، وفى مركز كفر شكر بقريتى المنشأة الكبرى وكفر فانوس، وفى مركز بنها تتركز زراعته فى قرية الشموت، بالإضافة إلى بعض القرى فى مركز قليوب.
أوضح مدير الإرشاد أن موسم جنى محصول القطن ينطلق فى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر والأول من شهر أكتوبر، وقام محافظ القليوبية المهندس أيمن عطية بافتتاح موسم الجنى بإحدى المزارع بقرية المنشاة الكبرى بكفر شكر.
ولفت مدير عام الإرشاد إلى أن الدولة تولى اهتمامًا كبيرًا بمحصول القطن بداية من تجهيز الأرض للزراعة، وهناك تعاون بين مديرية الزراعة والإدارات الزراعية للنهوض بمحصول القطن، من خلال تنفيذ ندوات عامة على مستوى المحافظة تُعقد فى قاعة الإرشاد الزراعى بالمديرية.